الأحد، 20 سبتمبر 2015

بعد المحّنه منّحه














الحمدلله كثيراً على كُل أحوالنا وأمورانا حمداً تستفيضُ به أرواحنا وتطيبُ به حياتنا

بهذه العبارات أستفتح بها موضوع أُريد أن يصل إليك أيُّها القارئـ٪ ه 
لاتخلو حياتنا من منغصات تُذهب حلاوتها 
لكن على كُلِّ أمر حلواً كانَ أو مُراً« الحمدلله » 
لأنَّ خلفْ كٌل حدث حكمه عظيمه من الله جلا وعلا 
وخيراً يُصب في ميزان الإنسان عَلمهُ أو لم يعّلمه 
على سبيل المثال ، 
قصةً سمعتُها من أحد الداعيات قبل سنوات ولاتزال محفورة في ذاكرتي لجمال أختيار الله للعبد من خِيرة العبدَ لنفسه

قالت أن هناك فتاة أسمُها نوره كانت تدرس آخر سنه بالثانوي وكانت طموحه ومثابره وحلمها تُصبح دكتوره 
تخرجت وقدمت مع صديقات عمرها لكلية الطب 
ولكن صُدمت بأنها لم تُقبل بالكليه لأن نسبتها أقل من المطلوب في الكليه وباقي صديقاتها قُبلوا في الكليه وأكملوا مسيرتهم في حلم العمر 
أما أختنا نوره جلست في المنزل لادراسه ولا وظيفه ومرت سنوات وتخرجت الصديقات وتزوجت الواحده بعد الأخُرى وأختنا نوره كانت تعاني من بعض المشاكل في وجهها بمعنى أصح لم تكُن جميله كي يُرغب فيها بالزواج من بعض الشباب ذوي المناصب العليا كما كانت تردد ذلك والدتها 
نوره تعلم ذلك كله وكانت تبكي الليل بكاءً مريراً على حالها فقد مضى عُمرها وتكسرت مجاديف حياتُها ويزداد حُزنها عندما ترى بٌعد صديقاتها عنها فكُل واحده مُنشغله بحياتها تلك مع أطفالٌها وزوجها وأخرى بوظيفتها وأخرى مُبتعثه للخارج لإكمال دراستها العليا ونوره لظروف عائلتها الصعبه من جهه وقلت حيلتها من جهة أخرى لم تستطع أن تُكمل شئ من دراستها 
لكن نوره لم تسئ الظن بربها بل كانت مُحسنه الظن ومتوكله على ربها وكانت بينها وبين الله خبيئة عمل صالح لايعلم إلا الله 
رضت أتم الرضا بحياتها والتزمت بحدود ماأمر الله وأجتنبت مانهى عنه. وفي يوم من الأيام وهي تناظر وجهها في المرآه وتشعر بكمية النقص بملامحها لكن تجبر ذلك بقولها الحمدلله على كُلِّ نعمة ظهرت لي أو لم تظهر ومرت الأيام والسنين وجاء يوم مميز عن كل الإيام لنوره أبتدأ قصته بعد صلاة العصر إذ بطارق يطرُق على باب منزلها أستقبل أهلها هذا الضيف الذي كان بالنسبة لهم مجهولاً ولم يسبق لهم به معرفه لكن طمأنَ قلوبهم حُسن خُلقَه وصلاح مظهره ووقاره والتزامه أكرموه بما قدُرت عليه أحوالهم بعد بُرْهة أفتتح الشاب موضوعه مع والد نوره 
وإذ بالبشاره تأتي منه إذ يصارح والدُها بقوله أنا جئت أخطُب أبنتك الكريمه« نوره«


وتسمعُ ذلك والدتها وتجهشُ بالبكاء نوره بنتي سأفرح بك هذا خاطب لك منذ زمن لم يأتينا خاطب لنوره 
لم تستوعب نوره هذا الخبر خصوصا أن هذا الخاطب سعودي من بلاد الحرمين ونوره كويتيه 
تقول من أين أتى إلي وكيف عرفني وووو
بادرت إليها عدة تساؤلات قطعها آذان صلاة المغرب... ذهبت الى مصلاها وبقلبها لله الكثير من الدعاء والحيره في أمرها تضرعت لربها مايجول بقلبها وبعدما أنْهت صلاتها ناداها والدُها وكلّمها بالأمر وبعد عدة أيام من سؤال الآهل على هذا الخاطب عبدالله سٌّر الجميع بحُسن سيرته وعطرَ أخلاقه 
وبتيسير الله تزوجت نوره من عبدالله 
وفي ليلة زفافها والرغبه في قلب نوره عن الأجابه لسؤال حيّرَ تفكيرها وهو مالذي عرّفك ورغّبك في الزواج بي وانا في الكويت وأنت في السعوديه؟ 
ردّ عبدالله مُبتسما الذي ساقني لك هو الله 
وبالفعل أنا لاأعرفك مُطلقا 
وسأحكي لك القصه وهو كنتَ ذات يوم في الحرم النبوي وبعد صلاة الفجر غفوة عيني فنمت في الحرم وإذ أرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول أذهب لفلانه بنت فلان في الكويت وتزوجها 
وأستيقظت وأسمك عالق في ذاكرتي ومن ذاك اليوم وأنا أبحث عنك مثلما قال لي الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الذي جاء بي إليك 
فسبحان الله مقدر الامور ومصرفها وفق إرادته 
وبالفعل عوّض الله نوره جميع السنوات التي عاشتها بضيق ووحده بزوج صالح وذرية صالحه وحياة سعيده فوق ماكانت تتمنى..

وتعقيباً للقصة ربما يُشكك الآخرين بالرؤيا وربما تكون هذه القصة من نسج الخيال بل أنا سمعتها من داعية كويتيه ثقه وأقول لكل من يقرأ هذه القصه أنا جميع الاحاديث الصحيحه أكدتّ أن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام حقُ إذا قال الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)) 
لكن من هو الصادق مع الله حتى ينال ذلك الشرف وهو رؤية الحبيب عليه الصلاة والسلام
وهذه رساله لكل مهموم ومهمومه 
أصبر وثق بالله وتفأل بحسن الظن به والزم جواره
فبعد ظلمة الليل أنبلاجة شمسٌ مشرقه
وأشراقة صُبحٍ جديد..

وتذكر بعد المحّنه منّحه.. 


بقلم ـ حنـان العنـزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق